مواصفات المحتوى التسويقي الفاشل على شبكات التواصل الاجتماعي
-
كناية
-
4 دقائق
-
927 قراءة
"قل خيراً أو اصمت" حكمةٌ ترددت على مسامعنا كثيراً تعني "إن لم يكن لديك شيء جيدٌ تضيفه فلا تتحدث لمجرد الحديث، صمتك خيرٌ وحكمةٌ أيضاً، والخير هنا ليس الحديث الحسن فحسب بل أيضاً المفيد والمناسب للزمان والمكان"، هذه الحكمة المعبرة نستطيع في الواقع تسليطها على عدد من المجالات، ليس من باب الحديث فحسب، فعلى سبيل المثال في مجال "نشر المحتوى" بهدف التسويق، كم رأينا نماذجاً تنشُر فقط لمجرد النشر، دون مراعاةٍ لآداب وأساليب نشر المحتوى وصناعته للتسويق بشكل صحيح، بعضها كادت أن تؤدي بعملها بالكامل وتضربه بعرض الحائط، وبعضها فعلت.
علمُ التسويق كأي علم هو سلاحٌ ذو حدين، فلا يفصل بين التسويق لمنتجك وتوسيع دائرة جمهورك والنهوض بتجارتك، وبين وقوع خسائر جسيمة قد لا يكون لك طاقةٌ على تعويضها إلا خيطٌ رفيع، والحكمة ضالة المؤمن، فاقرأ في تجارب غيرك في التسويق قبل أن تُقدم عليه، اجتنب أخطاءهم واستفد من خبراتهم واتبع أسباب نجاحهم.
إذاً، ما هي الأخطاء التي يجب عليك تفاديها عند نشر المحتوى، وتحديداً على شبكات التواصل الاجتماعي؟ أمام جمعٍ غفير من الجماهير، مختلفٌ في كل شيء، إما أن يرفع من تجارتك وينهض بها وينعشها أو العكس تمامًا.
إليك أبرز السمات التي عليك أن تبعُد كل البعد عنها عند صناعتك للمحتوى ونشره، والتي إن لم تكن سبباً في نهايتك فستكون بالتأكيد سبباً في تكبدك خسائر كبيرة قد لا تستطيع تعويضها.
1-عدم استخدام البيانات اللازمة لبناء إستراتيجية تسويق بالمحتوى
العديد من الشركات والمؤسسات تعتمد في صناعة المحتوى أفكار جاءت نتاج "العصف الذهني" لبعض الموظفين، دون مراعاة التخصص أو معرفة أساسيات صناعة المحتوى! بالتأكيد بعض هذه الأفكار ستكون عظيمة ورائعة، لكن البعض منها قد لايكون كذلك، بل قد تكون نتائجه عكسية وكارثية.
لذلك لابد أن تكون هناك إستراتيجية تسويقية للمحتوى قائمة على بيانات خاصة بعملائك المستهدفين، و بناء عليها تستطيع اتخاذ قرارات مناسبة بشأن أفكار المحتوى التي ستكون أقوى في جذب وشد انتباه جمهورك، وأيها ستكون الأضعف لتتجنبها.
2-عدم تحديد جمهورك المستهدف
إذا لم تحدد من هم جمهورك، سيبدو محتواك عشوائياً بكل تأكيد. ولابد أن تعرف من تستهدف وتفهمه بشكل جيد حتى يتسنى لك اختيار محتوى مناسب لهم وجذاب.
واختيارك للجمهور يبدأُ من أسئلة تمتلك أنت وحدك إجاباتها، على سبيل المثال لا الحصر، ما القيمة التي يضفيها منتجك أو محتواك لهم؟ ماهي المشاكل والصعوبات التي تواجههم وتمتلك أنت حلها؟ وغيرها الكثير التي من خلالها تستطيع تحديد فئة الجمهور الذي تصنع له المحتوى.
3-عدم تحديد الهدف من نشر المحتوى
لابد أن يكون كل نشر تقوم به قائمٌ على هدف محدد وليس عشوائياً أو لمجرد النشر! فمثلاً إذا كنت تسوق لعمل تجاري جديد، ففي البداية عليك أن تستهدف في نشرك الجمهور المهتمين بمنتجك، بعدها عليك أن تنشر كي تكسب ثقتهم بمنتجك، بعدها تنشر لكسب المزيد من العملاء وهكذا. لن يدفع أحدٌ من ماله ليشتري منتجاً من شركة لم يسمع بها ولا تمتلك عينة معقولة من العملاء، لمجرد إعجابه بفكرة المنتج!
4-تعارض أسلوب التسويق للمحتوى مع ثقافة الجمهور المستهدف
عليك بعد معرفة جمهورك المستهدف أن تتخاطب معهم بلغتهم، وتعرف عاداتهم وتقاليدهم وأساليب جذب انتباههم الصحيحة، حتى لا يكون محتواك شاذاً غريباً في طرحه، كأنه مكتوب بلغة أخرى لا يفهمونها، وبالتالي لا تحقق الأهداف التي وضعتها أثناء صناعة المحتوى.
5-نشر المنتج بطريقة تتعارض مع رسالتك
شركة دوف Dove المعروفة نجحت على مدار السنين بأن ترسم لنفسها صورة إيجابية تجاه ما تعرضه من منتجات، حيث جعلت شعارها دائماً في التعامل مع المنتجات النسائية يتضمن تشجيع الجمال الداخلي وحب المرأة لذاتها في جميع الأشكال والأحوال. أمرٌ رائع وعظيم حقاً! لكنها قامت في عام 2017 م بإصدار مجموعة محدودة من العبوات الخاصة المصممة على هيئة أجسام مختلفة للنساء، الأمر الذي قابله الكثير من المهتمين بشأن المرأة بالغضب والنفور، حيث ناقضت شركة دوف رسالتها الخاصة بالاهتمام بالجوهر الداخلي وقامت بتصميم عبوات تظهر أجساد النساء الممتلئة بشكل غير متناسق ومنفر للعين. كان هذا الخطأ سقطةً كبيرة للشركة كلفتها بالطبع سحب منتجاتها من السوق بشكل كامل، يليها الكثير من الخسائر المادية إثر دعوات للمقاطعة بشكل مستمر من عملائها، والخسارة الحقيقية بالفعل هي خسارتهم ثقة وولاء عملائهم. (1)
وهذا ما سيحدث لك أيضاً إذا لم تراعي رسالتك في جميع مراحل صناعة المحتوى، فلا تقع في الخطأ نفسه.
6-استخدام عنصر التشويق بشكل مبالغ فيه
هذا الخطأ الذي قد تظنه بسيطاً قد كلف شبكة كرتون العالمية Cartoon Network مبلغ 2 مليون دولار، وتسبب في إقالة رئيسها التنفيذي عام 2007م. (2)
بالتأكيد القليل من عنصر التشويق بين الحين والآخر مهم ومطلوب لجذب انتباه جمهورك، ولكن لا تبالغ ولا تفرط في استخدامه بشكل ممل، واعرف كيف توظفه في الوقت والمكان المناسب.
7-عدم الاهتمام بطريقة عرض المحتوى والوقوع في الأخطاء الإملائية واللغوية
كما يهتم جمهورك وعملاؤك بالمحتوى الذي تقدمه، فهم يهتمون أيضاً بطريقة عرضه، بأسلوب الكتابة اللغوي والإملائي الصحيح. الأخطاء الإملائية واللغوية دليلٌ على عدم احترافيتك، وأيضاً على عدم اهتمامك بجذب الجمهور. عندما تصدر هذه الأخطاء من مؤسسة أو جهة حكومية أو من شركة كبيرة لها صيتها فهو أمرٌ كارثي! وكما يقال باللغة العامية "غلطة الشاطر بعشرة".
من المهم كتابة المحتوى بطريقة صحيحة من الناحيتين الإملائية واللغوية، وإلا سيكون لذلك ردة فعل سلبية من قبل الجمهور، وبالتأكيد لا تريد لهذا الشيء أن يحدث.
8-توقع أرباحاً لحظية بشكل مباشر وسريع
تسويق المحتوى بشكل جيد ومستمر أمر يتطلب بذل الجهد المستمر على نفس الوتيرة، التسويق ليس خطة ثراء سريعة أو سحرٌ لجذب الكثير من العملاء والمتابعين. اصبر واجتهد وثابر وحتماً ستقطف ثمار جهدك ولن يضيع تعبك سدى، وعلى قدر الاجتهاد والمثابرة تكون النتائج.
9-عدم مراجعة المحتوى مرة ومرتين والتأكد منه جيداً قبل نشره
كم من الأخطاء الجسيمة التي كان من الممكن تفاديها لو أنها دُققت فقط ورُوجعت قبل نشرها. تذكر دائماً أن ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي تحديداً لن تكون قادراً على حذفه فقد أصبح مُلكاً لجميع من شاهده لحظة نشره. لذلك نذكرك بالمراجعة ثم المراجعة ثم النشر.
10-استخدام الفكاهة في الأمور السياسية والحساسة لمجتمع جمهورك
على سبيل المثال، قامت العلامة التجارية كينيث كول Kenneth Cole بمحاولة استغلال ثورات الربيع العربي للترويج لمجموعتها الخاصة بربيع 2011م، حيث نشر حساب العلامة التجارية على تويتر تغريدة مفادها أن الملايين من الناس يجتمعون في القاهرة بعد انتشار شائعات باقتراب نزول مجموعة الربيع الخاصة بهم، الأمر الذي قابله الكثير من المعجبين بالغضب وخاصة أن الأمر لا يحتمل الفكاهة في في مثل تلك الأزمات. تداركت العلامة التجارية خطأها بسرعة وقامت بحذف تغريدتها ونشر اعتذارًا رسميًا للجميع.
لأنه من غير اللائق أن تستغل الأحداث الجارية بهذه الطريقة أبداً، هناك أحداث من الذكاء استغلالها وأخرى لا يجب عليك أبداً التطرق إليها بسوء في سبيل مصالح المنظمة الشخصية.
11-عدم استغلال أدوات الإعلانات التجارية من قوقل وغيرها لتسويق محتواك
الإعلانات في مقاطع اليوتيوب، استخدام "الكلمات المفتاحية" في محركات البحث، وغيرها الكثير من الأدوات والطرق التي إن استثمرتها بطريقة مُثلى ستساعدك بالتأكيد في وصول محتواك إلى آفاق أكبر وستجذب لك المزيد والمزيد من العملاء. فلا تتردد في استخدامها لصناعة محتوى احترافي سريع الانتشار.
12-عدم متابعة وتحليل أداء المنشورات السابقة وكيفية تفاعل الجمهور معها
لا يكفي أن تنشر محتوى جيد فحسب، عليك أيضاً متابعة أدائه، ومعرفة هل حقق هدفه أم لا؟، وكيف تفاعل الجمهور معه؟ وغيرها من معايير نجاح المحتوى؛ فذلك يفيدك في التخطيط لمنشوراتك اللاحقة وعدم تكرار الأخطاء السابقة.
13-عدم متابعة أداء منافسيك في التسويق بالمحتوى
متابعة منافسيك الذين يستهدفون نفس جمهورك أمرٌ في غاية الأهمية؛ لأن متابعتهم وتحليل أدائهم ستكسبك بالتأكيد العديد من الخبرات والمعرفة، ستتعلم أسباب نجاحهم حتى تقتدي بها أو أسباب إخفاقهم حتى تتجنبها. تحليلك لأدائهم وفهمه سيمكنك أيضاً من منافستهم بشكل قوي، ومع المثابرة والاجتهاد ستتمكن بإذن الله من التفوق عليهم، بل وتجاوزهم.
وفي الختام، المسوق الذكي هو الذي يقرأ و يتعلم ويدرس ويخطط قبل أن يُقدم، فكن أنت أحدهم.
علم التسويق أصبح أكثر أهمية في عصرنا الحالي "عصر السرعة" من أي وقت مضى، والتسويق ثروة لمن أحسن استخدامها، فكم رفع التسويق من شركة لم نسمع بها من قبل لتصبح من كبرى الشركات وعوائدها بالملايين، وكم حط من شركات كبرى ذائعة الصيت، لا تجد لأحدها الآن في أي مكان راية.
عزيزي المسوق قبل تنشر أي محتوى بأي طريقة كانت، فكر كالمستهلك وضع نفسك مكانه هل ستحب ما تقرأ أو تشاهد؟ هل سيجذبك المنتج لدرجة شرائه؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي عليك أنت معرفة إجاباتها. انشر محتوى سيعجبك أنت كمستهلك قبل أن يعجبك كمسوق، ولا تنشر أبداً لمجرد النشر. وتذكر أن لكل مجتهد ومثابر نصيب، وزراعة الثمر دائماً أصعبُ من قطفه.
وحتى لا تقع في الأخطاء التي ذكرناها فإن كناية تكتب لك محتوى متكامل بالمواصفات التي تريدها للنشر في حسابات التواصل الاجتماعي وفق أساسيات صناعة المحتوى الناجح، وعبر خدمات الكتابة لجميع أنواع المحتوى وأشكاله التي تقدمها كناية لك بكفاءة وجودة عالية تحظى برضاك وتحقق أهدافك من صناعة المحتوى.
المصادر:
[1] Bottlegate: Dove’s 2017 Marketing Nightmare (www.bettermarketing.pub)
[2] The Guerrilla Marketing Campaign That Caused City-Wide Panic in Boston (www.bettermarketing.pub)
أحدث المقالات
مواصفات المحتوى التسويقي الفاشل على شبكات التواصل الاجتماعي
"قل خيراً أو اصمت" حكمةٌ ترددت على مسامعنا كثيراً
اقرأ المزيدكيفية كتابة دليل المستخدم بطريقة مثالية
لنبدأ الكلام بروتين يومي يتكرر عند معظم الأسر، فبعد انتهاء فترة الامتحانات وقدوم الإجازة الصيفية، وفي يوم ظهور نتائج أطفالك، تقرر الذهاب بصحبتهم لشراء هدايا النجاح التي طال انتظارها،
اقرأ المزيد