أحياناً نرى لوحة فنية ساحرة أو بيتًا من الشعر مُذهلًا ونتساءل كيف رسم الرسّام هذه اللوحة، وكيف كتب الشاعر هذه الكلمات؟ والجواب هو الإلهام! 

فالإلهام هو ما يساعدنا على إنتاج الأفكار الإبداعية والجديدة، فإلهام الرسام الناجح قد يكون في الطبيعة الخلابة، أو المواقف الإنسانية التي يستخرج لنا من خلالها هذه القطعة الفنية، وللشاعر مُلهمة كتب عنها هذه الكلمات الغزلية الجميلة. 

والإلهام مطلوبٌ أيضًا لمن يرغب في صناعة المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية؛ ذلك لأنه يأتي بأفكار متجددة، إبداعية، يُنشئ من خلالها محتوى يتواصل به مع الجمهور ويحقق له الأهداف التسويقية. 

لماذا عليك معرفة من أين تأتي بأفكار المحتوى؟

تحتاج لأن تعرف مصادر أفكار المحتوى الذي ستصنعه وتكتبه وتنشره؛ لأننا في إعلام رقمي يحب الإبداع والخروج عن المألوف، وعدم تكرار الأفكار نفسها، والملل من السرد التقليدي في المحتوى وعدم تقبله، أو التعرض له.

و مع التطور والزخم الحاصل في المحتوى، أصبح استخراج الأفكار أصعب ويتطلب عملية مطولة في العصف الذهني، والبحث عن فكرة مألوفة وجديدة تجذب الناس وتبهرهم. 

لذلك معرفة مصادر الإلهام تقلل الوقت والجهد المبذول في الكتابة، وتُخرج لنا فكرة جديدة ومبتكرة تصل إلى المتلقي بسهولة، وتبهره، وتُمتعه. 

طرق الحصول على أفكار محتوى

مصادر الإلهام تتعدد وتتنوع، ولا تقتصر على المقالات والكتب، بل يمكن للإلهام أن يكون في البيئة المباشرة حولك.

•  المواقف الحياتية

مثل التحدث مع صديق أو مجموعة من الأشخاص عن موضوع تود الكتابة عنه، ومن خلال الحوار و النقاش ترى نفسك خرجت بعدة أفكار جديدة لم تكن في ذهنك من قبل.

• مواقع التواصل الإجتماعي 

مواقع التواصل الاجتماعي منبع من الأفكار المتجددة، ولا يقتصر  دور هذا المنبع  في الحصول على الأفكار فقط، بل يزودك أيضًا بالمعلومات، ومن خلال تصفحك للمواقع تفهم سلوكيات المتلقي وأسلوبه وطريقة تفكيره وتخرج بأفكار لمحتوى رائع يجذبه، لأنه قريب منه ويلامسه.  

• مشاهدة فيلم أو قراءة قصة

 رؤية فيلم أو قراءة قصة تكون ذات صلة بالفكرة التي تود الكتابة عنها، تثريك وتجعل أفكارك تتدفق بنوعية مميزة.

نصائح لطريقة تطبيق الأفكار 

النصيحة الأولى: لا تبحث عن المجال أو الموضوع نفسه مباشرة

حتى نراعي فكرة "أصالة المحتوى" يجب أن لا يقتصر بحثنا عن المجال نفسه، بل يمكننا أن نأخذ جزء من الموضوع أو عنوان فرعي منه ونبحث عنه. 

 ولنفترض أنك الآن تود أن تكتب سيناريو لفيلم قصير عن الإسراف في الماء، تستطيع أن تتحدث مع صديق أو زميل كما ذكرنا سابقًا، لكن بدلاً من أن تتحدث معه عن الموضوع نفسه (الإسراف في الماء) تحدّث عن فضل النعمة، واطرح  تساؤلات معه مثل: ماذا تفعل لو انقطع الماء فجأة؟ وهكذا لبقية طرق أفكار المحتوى التي ذكرناها بالأعلى.

النصيحة الثانية: لاحظ الفئة المستهدفة 

عند تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي لاحظ هل الجمهور المستهدف من فئة عمرية معينة؟ وله اهتمامات تجذبه؟ فعند ملاحظتك ذلك يسهل عليك اختيار الفكرة وتوظيفها في الأسلوب المناسب للكتابة.

 كيف تُنشئ محتوى من هذه المصادر ؟

والآن بعد أن وصلت إلى الفكرة وقررت تطبيقها، ابدأ بالخطوات التالية:

• دوّن جميع الأفكار والأجوبة التي حصلت عليها.

• ابدأ بتصفية الأفكار. 

• ابنِ هيكلة أولية للمحتوى.

• لاحظ هل الأفكار مفهومة وتحقق الهدف من الرسالة؟ وهل الفكرة جديدة؟

•  ابدأ الآن بالكتابة والصياغة بأسلوب يناسب الفئة المستهدفة. 

إعادة إنتاج المحتوى

الآن في إعلامنا الرقمي تعددت وسائل وأشكال المحتوى من فيديوهات قصيرة إلى تغريدة مكتوبة أو نصوص مسموعة وغيرها من الأشكال، وكل فئة يناسبها شكل معين من المحتوى حتى لو كانت المعلومة واحدة. 

فمثلاً لو كتبت مقالًا عن التنمر وتُريد استهداف فئة المراهقين وأنت تعلم أن أغلب من هم في هذا السن لا يحبون القراءة الطويلة، ماذا تفعل؟ عليك اختيار المنصة المناسبة وهي تويتر- على سبيل المثال- ومن ثم تحوّل المحتوى وتُعيد صياغته ليكون سلسلة تغريدات ممتعة تستطيع من خلالها تقديم المعلومة. 

أو كتبت قصة جميلة، ولكن الفئة المستهدفة لا تستطيع القراءة، إذن تحولّها إلى فيديو قصير  (موشن جرافيك). 

فإعادة إنتاج المحتوى تعني وصول المعلومة إلى أكثر من فئة بما يتناسب مع اهتمام كل فئة  واحتياجاتها، وأسلوب الكتابة المناسب.

ختاماً، للطقوس الكتابية مثل اختيار مكان للكتابة أو الاستلهام وغيرها من الطقوس، أهمية بالغة في تجويد الكتابة وتميز الأسلوب وتفرّد الفكرة وهذا ما يسعى له جميع الكُتّاب. 

وفي كناية فريقٌ متخصص في إنتاج الفكرة، وإبداع توظيفها في محتوى جميل، يجذب جمهورك إليك، ويبني معه علاقةً تواصلية رائعة. اطلب خدماتنا الآن!